غريبيل المكحل
المنارة -16-4-2009
ان اقدم أسماء مدينة طرابلس هو ((اويا)),وكانت فيها لبدة وصبراتة المجاورتان تدعى تريبوليس ,اى أنها تؤلف تلات مدن .مند عام 1530م كانت تحت حكم فرسان مالطة, وهي محاطة بسور وعدد من الأبراج والنواطير, ميناؤها مستور عن الرياح الغربية بصف من الصخور وتزدان بيوتها البيضاء ذات الطبقات والشرفات الجميلة, وبالقرب من الميناء قوس للنصر اقيم تكريمآ ((لماركواوريليو)) أن فرسان القديس يوحنا الحاكمين لطرابلس الغرب طرابلس السراي في نهاية الحكم العثماني طرابلس المدينة القديمة ويظهر في مقدمة الصورة مدرسة سيد عثمان وجامع دا
متحكمين في الطريق البحري الذي يربط بين شرق البحر الابيض وغربه وبقاء هذا الوضع المهدد لمواصلات اسطنبول بتونس والجزائر و المغرب وعلاقة هؤلاء بالحرمين الشريفين كان بالغ الضرر. لذا فان السلطان سليمان جوابا على دعوى شارل الخامس الذي كان يعتبر ابطال المهدية والجزائر قراصنة, فقد قرر رغبة منه في الثأر للمهدية بأن يأمر بمهاجمة المراكز التي تحت ايدي القراصنة الحقيقيين واعداء المسلمين فرسان مالطة واحتلال طرابلس .وقد كان للربان درغوت والقوة التي تحت إدارته واللاجئة للسلطان فضل مهم ومؤثر في هذا القرار.لا شك فى ان لاشتراك ذئب البحر درغوت فى هذة العملية اكبر الفوائد .بعت السلطات لدرغوت سبقا مرصعا و نسخة من القران الكريم ودعاة للتاهب واعدا اياه بأمارة أمراء طرابلس بعد فتحها .فتلقى الربان درغوت ,الذى اوقف عمره للجهاد ,هذة الدعوة ببالغ السرور.ابحر الاسطول العتمانى المؤلف من مائة و عشرين سفينة يعاضدها خمسون مركبا لدغوت فمر بصقلية وانزل فى بلدة اوغوستا بعض الجنود واحتلوها ونهبوها فى يومين ومنها توجه الى مالطة التى وصلها يوم 28يولية سنة1551 وانزل عليها العساكر .ولما كان المقصود لفت الانظار الى مالطة ومنع العدو من ارسال المدد الى طرابلس وليس الاستيلاء على مالطة ,وبعد صدام قليل نقل الجنود للمراكب وذهب الاسطول الى خليج ((سان باولو))الصغير الكائن فى الشمال الغربى من الجزيرة وارسى فيه .زحف العساكر المنزلون للبر على المدينة القديمة التى كانت حاضرة الجزيرة فهاجموها ونهبوها ودمروها,كما احرقوا اربع قرى اخرى,تم انتقل الاسطول الى جزيرة غوزا فتغلب على جيشها واسر قائده الذى كان قد رفض الاستسلام وتصدى للقتال تم نقل الاسرى للمراكب بعد ان دمرت الجزيرة برمتها .هنا راج خبر مفادة ان اندريا دوريا متوجه الى طرابلس بجيش لجب واسطول كبير ,وبما ان مالطة لقنت درسا فيه الكفاية فقد يم الاسطول صوب طرابلس . وصل سنان باشا بأسطوله الى تاجورا فألقى المراسي امامها وانزل عليها الجنود, ثم كتب رسالة الى غاسيار دوويليه قائد حامية قلعة طرابلس يدعو الى للأستسلام, فرفض دوويليه الاستسلام. عندئذ تولى سنان باشا قيادة الستة الاف جندي والأربعين مدفعآ التي أنزلها للبر وطوق المدينة. وبينما كان حماة القلعة من فرسان مالطة يدافعون بشدة كان دارمون الرسول الفرنسي مارآ بمالطة في طريقه الى اسطانبول فعلم بحملة طرابلس ورجاه كبير الحكام (الأساقفة) مالطة بأن يتوسط لتخليص طرابلس. ذهب الرسول الى طرابلس وقابل سنان باشا, الا ان الهدايا التي قدمها للباشا وطلاقة لسانه لم تجديا نفعآ واعتذر له الباشا بأنه لا يستطيع مخالفة أمر السلطان ولم يوفق الرسول في وساطته. كان حماة طرابلس من الفرسان المشهورين يدافعون بكل بسالة,الا ان هذه الشاجعة التي كانوا يتحلون بها لم تجد امام اصرار وعزم الاتراك على الانتصار. فتحت نيران مدافع البر والبحر في سور القلعة فجوة كبيرة فحاول القائد ان يبني جدارا من وراء الثغرة الا ان المحافظين الذين تيقنوا من عجزهم عن المقاومة قرروا الاستسلام بالرغم من نصائح القائد وتهديداته. بعث المحافظون الى سنان باشا رجلا يبلغه عزمهم على الاستسلام شريطة ان لا تمس اموال وارواح الأهالي بأذى, وان يسمح لهم بالخروج والسفر الى مالطة او الى صقلية وان تهيأ لهم سفن اللازمة لذلك. استدعى سنان باشا قائدهم وفي 14 اغسطس حضر دوويليه لمعسكر سنان باشا الذي عنفه واستبقاه عنده. ويوم 15 أغسطس فتحت المدينة وسلم المحافظون اسلحتهم واسروا جميعا في 15 اغسطس 1551م-شعبان958هجري.
ابلغت الاستانة بهذا النصر, الا ان السلطان بتحريض من الصدر الاعظم رستم باشا لم يف بوعده لدرغوت واعطى امارة طرابلس لحاكم تاجورا مراد اغا. تكدر درغوت كثيرا من الظلم الذي لحق به وقال ان ارادة السلطان نفذت باحتلال طرابلس, وبذلك اصبح حر التصرف ثم اقلع بسفنه ورفقائه في اتجاه المغرب وتبعته سفن الاسطول العثماني, فأفهمهم بوجوب انفصالهم عنه, ولكنهم-ربابنة السفن وسنان باشا- الحو عليه وبذلوا جهودهم لديه ورغبوه للذهاب الى اسطانبول, واخيرا لم يستطع مقاومة اصرارهم فنزل عند طلبهم وحضر مع سنان باشا الى اسطانبول فأسندت له امارة لواء قارلي ايلي, ولكل من رفاقه قيادة سفينة في الاسطول.
غريبيل المكحل
2 comments:
نشكر الاخ الكاتب على اعطا هذه النبذة المختصرة عن احداث تاريخية تخص مدينتنا الحبيبة طرابلس
العفو
Post a Comment