Tuesday 20 December 2011

قصيدة مدح طرابلس أو إطرابلس الغرب




قال الاديب الفاضل الشيخ أحمد بن عبدالدايم الأنصاري الطرابلسي في قصيدته المشهورة التي أنشائها في مدح طرابلس الغرب ،رداً علي ماوصفها به العبدري في رحلته من أوصاف لا تتفق مع الحقيقة:


أري زمناً قد جاء يَقتنصُ المها بلا جارح و الأسد في فلواتها
رأي القيضَ مُبيضا بمزبلة الحملي فقال كفاني إنه من صفاتها 
أتي أهله يَهوي وبشَر أنه بربقة من ظِبيانها و مهاتها
فألقي قشوراً باليات وقد رمي بدائه أرباب الحجي من نهاتها
كمن رام أن يُبري العليل بحية وزارعِ شوك يَرتجي ثمراتها
ألا أيها التحرير مَه عن مَذمة فما في الأواني بان من قطراتها

*****

طرابلسُ لا تقبلُ الذم إنها لها حسناتٌ جاورت سيئاتها
إذا أمها من قد نأته بلادُه و أوحشه ذو أمرها من حُماتها
تطأمن عن نفس ومال وعشرة ويضحي بعز ماثوي بِجهاتِها
فكم من دُيُور أخرجت وكنائس وكم من حُصون حُوصرت بسراتها
وكم من بلاد للصليبيّ مركز أحاطوا بها ليلاً فأفنوا طغاتها
وكم من جَوَارٍ للكوافر ضيقت علي سُفُن الإسلام من نفحاتها
قد أضحت بمرساها أسيرةَ فلكها وعسكرها في جيرها من حفاتها 

*****

وكم من أُويسي بها ذي معارف وكم من جُنَيديَ علي شرفاتها
بها فضلاءُ نا الفُضيلُ يفوقُهم فوارس أنجادٌ وهم من حُماتها
قد اختارها الزروق داراً وموطناً كذا ابنُ سعيد مُقتد بهداتها

*****

بها علماء عاملون بعلمهم خمول عن الإظهار في خلواتها
ولم تر غَشا قط من جميع أهلها ولا قسماً في بيعهم من جُفاتها
إذا حان وقتُ للصلاة رأيتَهم سِراعاً و خلّوا الريح في عَرَصاتها 
رويداَ فلا تعجَل بذمك للتي تباهي بها الإسلام من غزواتها
بها ملك أندي من السحب راحة وأرأف بالأغراب من والداتها
له همةٌ تعلُو لتأييد سنّة بحفظ مبانيها و جمع رُواتها

*****

لعَمرُك تلقي سوء قصدك عاجلاً وتسلبُ نورَ العلم من بركاتها
فتب وانتصح لله إن كنت عارفاً ودع سوءَ ما أبديتَه من صِفاتها
فلا تهج أُمّا للثغور حنونة كفاها مديحاً عدّكم هفواتها
ويكفي أهاليها من الفضل أنها رباطٌ لمن قد قام في حجراتها

*****

فجاءتك ياقرقيٌ تسعي فراعِها وكن منصفاً ثم اجِنِ من ثمراتها
وصل وسلم يا إلهي علي الذي نهي عن حظوظ النفس مع شهواتها



-------------------------------
المصدر:نقلته لكم من كتاب تاريخ طرابلس الغرب التّذكار فيمن ملك طرابلس وماكان بها من الأخيارلأبي عبدالله محمد بن خليل ابن غلبون الطرابلسي


Habush