Wednesday, 6 May 2009

فندق الدروز أو مسرح‮ »‬البولتياما‮«

  • فندق الدروز أو مسرح‮ »‬البولتياما‮«‬
فندق الدروز أو مسرح‮ »‬البولتياما‮«‬

تم بناء هذا الفندق سنة 1654م بأمر من الوالي "عثمان باشا الساقزلي" يقع هذا الفندق بشارع سوق الترك رقم 112 وله مدخل آخر بسوق الحرير وكان يُعد من أضخم الفنادق بطرابلس حيث يتسع لـ100 غرفة.

أما تسميته بفندق "الدروز" فإنها تعود إلى نزول رعايا من الدولة العثمانية مبعدين من بلاد الشام في الفندق وكان سبب مجيئهم نشوب حرب طائفية بموطنهم حيث إنهم من طائفة الدروز وقد نزحوا إلى طرابلس عندما تم الإفراج عنهم.

عندما احتلت إيطاليا ليبيا تم تغيير اسم الفندق وأصبح يُعرف باسم "مسرح البولتياما" أي "عالم المسرح" قاعة هذا المسرح تتسع لحوالي 500 كرسي وشرفة وبه مدرج يسع لحوالي 300 كرسي.

لقد طالت يد الإصلاح والتغيير الفندق منذ العهد التركي ليتلاءم والعروض التي قدمتها عديد الفرق عليه وفي إشارة لجريدة "الرقيب" لصاحبها "الشيخ محمود نديم بن موسى".. تحت عنوان كبير "افتتاح تياترو البولتياما من جديد" كتبت تقول: قررت الشركة العمومية للمسارح بطرابلس إصلاح تباترو البولتياما الكائن بسوق الترك وتخصيصه لفرق الطرب العربية والشرقية وإعادته كما كان قديماً.. وستجلب له الفرق والأفلام المصرية وأسست به قهوة عربية بها أنواع المشروبات.

لقد كان إيجار الليلة الواحدة بهذا المسرح سنة 1936م (500 ليرة) شهد هذا المسرح عروض أكبر الفرق المسرحية والموسيقية والاستعراضية من مختلف الأماكن والجنسيات حيث قدمت فرق "الشيخ سلامة حجازي" مسرحية "شهداء الغرام" أو "روميو وجولييت" ومسرحية "هملت" و"عطيل" كذلك قدمت فرقة "جورج أبيض" للتمثيل بعض الأعمال المسرحية.. شهد كذلك مسرح البولتياما زيارة الأستاذ "يوسف وهبي" وقدمت مسرحية "انتقام المهراجا" الفنانة الكبيرة "فاطمة رشدي" أحيت ثلاث ليال عام 1938م على مسرح "البولتياما" قدمت خلالها مشاهد من مجموعة من المسرحيات وعدة أعمال غنائية والفصل الأخير من مسرحية "كيليو باترا".

مشرح البولتياما شهد تغييراً آخر سنة 1943م حيث حولته "شركة النصر للخيالة" إلى دار عرض شهدت عديد العروض السينمائية وكان أول شريط يعرض به شريط "انتصار الصحراء" وهو ناطق باللغة العربية بقي هذا المسرح إلى أن تمت تسميته فيما بعد بـ"دار عرض النصر" واتخذته أيضاً بعدها فرقة "المالوف والموشحات" كمقر لها وقدمت عليه عديد العروض بقيادة الفنان المرحوم "حسن عريبي".

عاد البولتياما إلى قاعة مسرح من جديد تستغله الآن "الفرقة الوطنية للتمثيل" كمقر لها حيث أجريت له بعض أعمال الصيانة البسيطة غير أنه يتطلب الإمكانات الضرورية حتى يستطيع مواصلة دوره كمَعْلم من معالم مدينة طرابلس وشاهد على الحراك الفني والثقافي في مدة من الزمن ليست قليلة كان هذا الفندق أو المسرح من أجمل فنادق المدينة وهو الآن أطولها عمراً.

المصدر:

كتاب الفن والمسرح في ليبيا- بشير عريبي

إعداد / الصالحين الرفروفي


oealibya


3 comments:

NuNa said...

Salam
itz my first time here in ur blog and i like it 2 much and u posts were very wonderful and useful...
thankz

Anonymous said...

What a wonderful piece of comentary. I visted relatives around the theater but never new the history of the place . My recollection is when they open the wooden shutter at the movie's intermission to let fresh air into the theater, sirca 1960s.

Omar Gheriani said...

أول فلم سينمائى رأيته فى حياتى كان فى حفلة صباحية للمدارس بدار عرض سينما النصر ، و كان فلما مصريا أبيض و أسود كل ما أتذكر عنه أنه كان يدور فى البادية. شكرا على هذه التدوينة لمعلم من معالم طرابلس